تضرب أنفاسك، وتيمَّم بصرك شطر الجبال الشامخة قبالتك. يجفُّ لعابك وينعقد لسانك. كم مضى عليك من دهور مذ خاطبته آخر مرَّة؟ لقد ظلَّ قرارك الأخير بعبادة خالقك على طريقتك معلَّقا. كم مرَّت بك من ليالٍ عجافٍ لم تفلح فيها في مناجاته رغم محاولاتك؟ هل نسيت كيف تكون خلوة العبد بربَّه؟ أم أنك لا تعرف سبيلا غير الطرق القديمة التي نفرتها؟ لقد كنت يوما حيَّ بن يقظان على جزيرة مهجورة، فهل يسعك هذه الليلة أن تكون موسى؟ تهمس بصوت خافت لا يسمعه غيرك، رغم السُّكون المخيم حولك، لكنَّك تدرك يقينا أنه يحصي حركاتك وسكناتك، ولا يفوته شئ من خلجاتك. تخرج حروفك مرتبكة باهتة، مثل زفرة طويلة متعبة: ياربُّ، يا إلهي.. يا خالقي.. أيا كان اسمك.. أرني أنظر إليك!
Reviews
There are no reviews yet.