“عاد سليم بأصابعه السمراء الطويلة إلى دولاب ملابسه من جديد وهو يبتسم.. تذكر أنه وعد أمينة ألا يرتدي بذلة هذا المساء.. هو أيضاً بدأ يصيبه الملل من كثرة ارتدائه للبذلات الكاملة.. عمله في سلك النيابة والقضاء يحتّم عليه أن يرتدي بذلة كاملة كلما توجه إلي العمل ولكن حتى لو ارتدى المايوه سليم عبدالمجيد ملامحه تقول أنه في كامل ملابسه الرسمية.. وأخرج قميصاً من القطن الأسود.. لكنه أعاده إلى دولاب ملابسه مرة أخرى.. سيفاجئ أمينة هذا المساء.. سيرتدي القميص الذي أهدته إياه منذ شهور والذي صاح حين رؤيته في ذهول وهو يقسم ضاحكاً أنه لو ارتداه لضربته يامنة بالرصاص.. إن لونه روز أو كما قالت أمينة «سيمون».. إن لونه هادئ رقيق ولكن لا يعلم لمَ يظن سليم أن جميع الألوان الهادئة والرقيقة لا تناسب أجساد سوى أجساد النساء..”
isbn:9786009949529
دار نشر: المصرية اللبنانية